![]() |
تطورت الأحداث
السياسية بسرعة كبيرة في مصر خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد سقوط نظام
مبارك ، ووجدنا الخريطة السياسية
تتغير بشكل مستمر ، مما جعل متابعة هذه
التغيرات صعب للغاية ، خاصة أننا اعتدنا ألا ينشأ حزب أو تتغير قيادة إلا
فيما ندر ، فإذا بماسورة الأحزاب تنفجر وتغرقنا ، وإذا بغيث مرشحي الرئاسة
ينهال علينا بعدما اعتدنا الجفاف السياسي لمدة ثلاثين سنة .
نحن
اليوم مطالبون بالتعامل مع هذه التطورات بأسلوب تفكير منظم يستبعد القوى
المناهضة للثورة أو التي لن يكون لها تأثير حقيقي ، إما لأنها مكررة لا
تقدم شيئا جديدا ، أو لأنها لا تحمل فكرا أو مشروعا حقيقيا .
وعندما أتحدث عن القوى السياسية أقصد: مرشحو الرئاسة ، والأحزاب ، والائتلافات والحركات الأخرى .
وبعد بحث
مضني ، لم أجد أي مرجع يلخص الحالة السياسية في مصر ، والأهم أن يتابع
التطورات ويعكسها ، ولذلك فكرت في جمع خريطة مبسطة ، وفقا لفهمي الشخصي ،
ومحدودة بمصادر معلوماتي ، ومع ذلك أرغب في أن أستكملها وأقدمها في أفضل
صورة للفائدة العامة ، ولكن ذلك لن يتحقق إلا بمساعدتك لي ، فهل أنت مستعد؟
أبدأ أولا بالأحزاب في هذه المقالة ، وأؤجل مرشحي الرئاسة لمرة قادمة ، وذلك لثلاث أسباب:
1- لأن الانتخابات التشريعية ستسبق انتخابات الرئاسة
2- لأن الأعضاء المنتخبون سيشكلون لجنة كتابة الدستور الجديد
3- لأننا نحتاج أن نبني مؤسسات قادرة على الحكم أكثر من حاجتنا لقادة ملهمين
خريطة الأحزاب السياسية بعد 25 يناير - الإصدار الأول
أحزاب ما قبل 25 يناير
عددهم
24 حزب ، ولكني اخترت منهم خمسة أحزاب فقط يعبرون عن التيارات السياسية
الرئيسية في مصر ، وهم:الوفد (ليبرالي) ، التجمع (يساري) ، الناصري (قومي) ،
الغد (ليبرالي) ، العمل (إسلامي) ، أما الباقون فلا تأثير لهم ، ولا داعي
في رأيي لذكرهم حتى ، ومع ذلك يمكنك مراجعة هذا الموضوع للحصول على قائمة كاملة بهم .
أحزاب ما بعد 25 يناير
أولهم
حزبي الوسط (إسلامي) ، والكرامة (قومي) ، لأنهما كانا تحت التأسيس قبل
الثورة ، ورغم ذلك كان لهما دورا في الحياة السياسية أكبر من أدوار معظم
الأحزاب الرسمية .
أما
الأحزاب التي تأسست بعد الثورة فهي صعبة الحصر لكثرتها ، ولتشابهها في
كثير من الأحيان ، ولذلك سأذكر منها التالي فقط: من أقصى اليمين: الحرية
والعدالة (حزب الإخوان المسلمين) ، ومن أقصى اليسار: الشيوعي المصري ، ومن
الوسط العدل ، المصريون الأحرار ، صناع النهضة ، والمصري الديمقراطي
الاجتماعي .
ومن المتوقع أن يستمر ازدياد الأحزاب الجديدة في خلال الشهور القليلة القادمة .
معايير الاختيار
تتمثل
المشكلة الأساسية في اختيار الحزب الذي يمثلك في معايير الاختيار ، بمعني
العوامل التي تجعلك تميل لبعض الأحزاب و تستبعد البعض الآخر .
يمكن اقتراح معايير الاختيار التالية:
1- الرؤية الأيديولوجية:
فإذا كنت تبحث عن القوميين مثلا ، فعليك بحزبي الكرامة والناصري ، وإذا كنت تبحث عن المرجعية الإسلامية ، فقارن بين الوسط وبين الحرية والعدالة وبين العمل ، وهكذا .
فإذا كنت تبحث عن القوميين مثلا ، فعليك بحزبي الكرامة والناصري ، وإذا كنت تبحث عن المرجعية الإسلامية ، فقارن بين الوسط وبين الحرية والعدالة وبين العمل ، وهكذا .
والخريطة
التالية توضح مكان كل من الأحزاب المذكورة على وجه التقريب من التيارات
السياسية المختلفة ، حيث تمثل كل كرة حزبا من الأحزاب ، مع ملاحظة أن حجم
الكرة يتناسب مع حجم القاعدة الجماهيرية للحزب وفقا لنتائج انتخابات
الدورات السابقة ، ولذلك تتميز كل الأحزاب الوليدة بحجم صغير ، ما عدا حزب
الحرية والعدالة باعتباره امتدادا للنشاط السياسي لجماعة الإخوان المسلمين .
ملاحظة: تظهر التيارات السياسية في الخلفية في مواقع تقريبية
وفقا لقربها النسبي من اليمين واليسار والليبرالية ، حيث تجد القوى
المحافظة والدينية في اليمين (اقتصاد حر ، والتزام اجتماعي بالتقاليد
والدين) ، والقوى الاشتراكية والقومية في اليسار (سيطرة اقتصاد الدولة ،
وتحرر اجتماعي وديني) ، والقوى الليبرالية بالأعلى (التحرر الاقتصادي
والاجتماعي) .
2- سمعة الحزب أو مشاهير الأعضاء:
فأحزاب ما قبل الثورة كانت لها مواقف سياسية يجب أن تحكم عليها من خلالها ، أما الأحزاب الجديدة فستكتسب سمعتها في البداية من سمعة مشاهير مؤسسيها ، ويمكنك قياس السمعة من خلال:
فأحزاب ما قبل الثورة كانت لها مواقف سياسية يجب أن تحكم عليها من خلالها ، أما الأحزاب الجديدة فستكتسب سمعتها في البداية من سمعة مشاهير مؤسسيها ، ويمكنك قياس السمعة من خلال:
- وجود شبهات صفقات مع النظام القديم ، أو شبهات فساد
- التعرض لقمع من النظام السابق بالسجن أو التشويه أو مصادرة الأموال
- المواقف الوطنية السابقة من الأحداث السياسية والاجتماعية
والجدول التالي يعرض أشهر المؤسسين أو القياديين لكل حزب من الأحزاب المذكورة (مرتبين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار) .
3- برنامج الحزب:
مبادئه وأهدافه وتفاصيله وتكامله ، وقد تتشابه بعض البرامج خاصة بين الأحزاب الممثلة لتيار سياسي واحد ، والقائمة التالية بها عناوين جروبات الفيس بوك للحصول على البرامج ، ولمتابعة النشاط السياسي والتثقيفي لكل حزب (مرتبين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار) .
مبادئه وأهدافه وتفاصيله وتكامله ، وقد تتشابه بعض البرامج خاصة بين الأحزاب الممثلة لتيار سياسي واحد ، والقائمة التالية بها عناوين جروبات الفيس بوك للحصول على البرامج ، ولمتابعة النشاط السياسي والتثقيفي لكل حزب (مرتبين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار) .
- الحرية والعدالة
- الوسط
- العمل
- الوفد
- الغد
- صناع النهضة
- المصريين الأحرار
- المصري الديمقراطى الإجتماعى
- العدل
- الناصري
- الكرامة
- التجمع
- الشيوعي
4- موقف الحزب من الثورة:
فبعض الأحزاب تمثل جزءا من الثورة ، والبعض الآخر كانت جزءا من ديكور ومؤامرات النظام القديم ، ولاحظ أن كل الأحزاب اليوم تروج بضاعتها السياسية باسم الثورة بغض النظر عن فكرها السياسي وموقفها الأولي من الثورة .
فبعض الأحزاب تمثل جزءا من الثورة ، والبعض الآخر كانت جزءا من ديكور ومؤامرات النظام القديم ، ولاحظ أن كل الأحزاب اليوم تروج بضاعتها السياسية باسم الثورة بغض النظر عن فكرها السياسي وموقفها الأولي من الثورة .
فرص الأحزاب
يلاحظ
من العرض السابق أن كثير الأحزاب يتشابه حتى بعد تطبيق معايير الاختيار
السابقة ، ولذلك ستقل فرصة كل حزب يحاول العمل السياسي بمفرده ، وربما يقود
هذا بعض الأحزاب للاندماج أو على الأقل للتكتل و العمل من خلال ائتلافات ،
وفي أفضل الأحوال سنرى ائتلافا لقوى الثورة ضد فلول النظام السابق
ومعارضته الكرتونية ، وقد نرى ائتلافا علمانيا ضد آخر إسلاميا ، وقد نرى
ائتلافات متعددة قائمة على مصالح انتخابية مؤقتة ، وفي أسوأ الأحوال قد نرى
تشرذما حزبيا يعقد الخريطة السياسية ويصعب التوافق حول إدارة مؤسسات
الدولة .
يلاحظ
أيضا أن بعض الأحزاب سترث البعض الآخر ، فعلى سبيل المثال من المتوقع أن
يرث حزب الكرامة كل شعبية الحزب الناصري ، وكذلك قد يبرز أحد الأحزاب
اليسارية الجديدة ليرث حزب التجمع المتهالك ، ومن الممكن أيضا أن يفقد
الوفد أو الغد أو كلاهما شعبيته لأحد الأحزاب الليبرالية الجديدة أو لتكتل
منهم .
ثم لا يجب أن ننسى أن فلول الحزب الوطني ستلجأ إلى التحول إلى أحزاب جديدة تتمسح في الثورة ، أو إلى أحزاب معارضة ضعيفة من النظام القديم ، وسيلاحظ على هذه الأحزاب ثراء مفاجئ ودعم عصبيات وعائلات مرشحي الوطني ، وكلا الأمرين بدأ في الحدوث بالفعل .
وفي
كل الأحوال سينجح البعض نجاحا عظيما بعدما كان مهمشا قبل الثورة ، وفي كل
الأحوال أيضا سيصاب البعض الآخر بخيبة أمل عظيمة عندما يخسر فرصة أن يكون
جزءا من تكتل ناجح .
ثم لا يجب أن ننسى أن فلول الحزب الوطني ستلجأ إلى التحول إلى أحزاب جديدة تتمسح في الثورة ، أو إلى أحزاب معارضة ضعيفة من النظام القديم ، وسيلاحظ على هذه الأحزاب ثراء مفاجئ ودعم عصبيات وعائلات مرشحي الوطني ، وكلا الأمرين بدأ في الحدوث بالفعل .
...
وفي
النهاية أرجو أن يكون هذا العرض مفيدا ، رغم أنه قد يحمل وجهات نظر شخصية ،
ويفتقر لمعلومات حول المزيد من الأحزاب ، ولذلك أرجو أن نشترك جميعا
بالملاحظات والاضافات حول التيارات السياسية ووضع الأحزاب ، وخاصة ممن
ينتمي إلى أحد الأحزاب ، حتى أتمكن من نشر الإصدار الثاني من خريطة الأحزاب
بدقة أفضل ، وبعدها أنشر خريطة مرشحي الرئاسة إن شاء الله .